حول الموسيقي الشرقية

[b] لو تخيلنا انه هناك مايسمي بالموسيقي ألام .. فمن الطبيعي أن تندرج تحت هذه التسمية موسيقات اخري وليدة .. طبقا لخبرات الشعوب وثقافتها المختلفة علي مدي التاريخ .
وعليه توجد موسيقي شرقية وموسيقي غربية وموسيقي هنديه وبالبحث سوف تجد العديد من الموسيقات المختلفة .. ونحن نتحري هنا علي وجه الدقة الموسيقي الشرقية وهي موسيقي الخاصة حيث تحتسب موسيقي الضفة المجاورة لها وهي موسيقي الناحية الغربية أي موسقي الغرب والتي تسمي بالموسيقي العالمية .
مرت الموسيقي الشرقية بظروف مختلفة علي مدي العصور فشهدت حينا من الدهر ليال من الترف وشهدت ازمنة اخري من القهر أثرت فيها .. لذا يطلق عليها موسيقي الوجدان علي عكس الموسيقي العالمية التي تبني علي الفكر والتقيد بعلوم وقواعد الموسيقي الغربية تلك الموسيقي التي تبني بصورة عامة علي سلم كبير واخر صغير ..لذا توجب عليهم استحداث مرادفات اخري تقوي اللحن وتعمقه مثل الهارموني والكونتربوينت .. الخ..
علي العكس تماما من موسيقي الشرق التي تعتمد علي الميلودية بصورة مباشرة والتنقل بين السلالم الموسيقية بطريقة تحكمها عناصر الحس والخيال وطبيعة المنطقة وحتي الظروف السياسية والاقتصادية والمناخية لدي المؤلف الموسيقي الشرقي.. حتي العازف الشرقي .. يتمتع بالحس الخاص الذي يختلف مع زميله بالرغم من انهما تعلما في كلية موسيقية واحدة ونفس الالة .. ونفس المنهج وفترات التمرين إلا انهما يتختلفان كلية مثلا في مقام مثل مقام الراست أو البياتي أو السيكاه وكل من هذه السلالم تحتوي علي درجة السيكاه ولكن يري الموسيقي الشرقي بأن لكل منهم طعمه الخاص فمقام البياتي مثلا يستشعر العازف الاول درجة السيكاه بانها يجب أن تكون ضعيفة او ناعمه بمعني انها تزيد عن درجة الكورد السابقة لها بكومات بسيطة ولو افترضنا أن درجة السيكاه هي الدرجة الثانية في سلم بياتي الري أي انها سيكاه المي ..ثم يراها نفس العازف في سلم الراست أعلا بكومه اخري أو أشد نوعا ما بحيث ان لا يصل عمق هذه الدرجة الي درجة الاساسية في سلم سيكاه المي أو سلم هزام المي .. بينما يري العازف الثاني درجة السيكاه في الثلاثة مقامات بنفس المستوي الحسي ولذلك .. علي الرغم من درجة السيكاه لها عدد ذبذبات محدد ولكن اصابع العازفين الشرقيين احالت بينها وبين انصافها حتي تصل الي مستمع الغرب حتي تنافس الموسيقي الغربية العالمية مع ان مستمع الغرب كان يحبها بلونها الشرقي وطابعها المفقود لديه .. يحبها في ثوب الاتها الموسيقي مثل العود والناي والقانون والايقاع الشرقي المنفرد..وكان سيد درويش علي سبيل الذكر يؤلف ما يغنيه في الحانات ليناسب ذوق الاجنبي فكان يجعل كلماته بسيطة سهلة كاغنية الحلوه دي قامت تعجن في الفجرية .. فكان زبائن المحل الاجانب يصيحون ويطلبون اغنيه " كوكو كوكو " .. وعلي سبيل الذكر تحمل الفنان العبقري فريد الاطرش مسئولية نشر موسيقاه واغانيه عالميا فأعد فرقة موسيقي من اجل هذا الغرض وجاب بها العديد من الدول مثلا روسيا أحدي قلاع الموسيقي العالمية ونال كل استحسان وتعاطف عالمي ولولا ضعف موارد هذا الموسيقي الفذ لكان الان اسما في سماء الموسيقي العالمية .