Admin Admin
عدد المساهمات : 63 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 23/01/2010 المزاج : عايش
| موضوع: تاريخ الة العود .. تعددت الاراء والعود واحد الأحد يوليو 10, 2011 3:19 am | |
| تاريخ ألة العود
أولاً: العود في الحضارات القديمة
العود في مصر الفرعونية [ الدولة الحديثة (1600 ق.م – 200م)]: عرف قدماء المصريين في الدولة الحديثة آلة العود بفصيلتها وهي 1- العود ذو الرقبة القصيره: وهي فصيلة عود يشبه العود المستعمل في مصر في الوقت الحاضر، وكان ذلك العود عباره عن آلة ذات صندوق بيضاوي الشكل غالباً رقيق الجدران، وقد عثر في مدافن طيبة على عود من هذا النوع، ويدق على الأوتار بريشة من الخشب كانت تعلق بحبل في العود. 2- العود ذو الرقبة الطويلة: أما الفصيلة الثانية فهي فصيلة تشبه الطنبور والبزق كان برقبتها علامات تبين عفق الأصابع على الأوتار، وهي ما يسميه العرب (بالدساتين) ، والصندوق بيضاوي في الغالب، وقد يكون أحياناً على شكل خماسى أو سداسى، وطريقة استعمال هذه الآلة أنها كانت تحمل على الصدر أو توضع رأسية كما في الرباب المصري، ويعد ظهور تلك الآلة على النحو الذي سبق توضيحه دليلاً على ما بلغته المدنية الموسيقية عند قدماء المصريين في ذلك العهد لأن تلك الآلة تعد من أرقى الآلات الوترية التي يتم العفق عليها لاخراج مختلف الدرجات الصوتية ، تويدل على أن هذا النوع من الآلات هو نهاية ما وصلت اليه الدنية الموسيقية.
لعود في آشور وبابل (حكمت أسرهم الأولى ابتداء من عام 1720 ق.م (: • لعود في اشور امتاز بكثرة دساتينه، وكان كبير الشبه بالنقوش التي ظهرت لألة العود عند قدماء المصريين، وكان العود ذو الرقبة الطويلة يسمى (بالطنبور الآشورى ) وتلك الآلة ما زالت موجودة في نفس المنطقة الي الآن، وبنفس الشكل والاسم، ومنتشرة في كل من سوريا ولبنان والاردن وتركيا. • العود في بابل: لقد كانت بابل وسومر وما حولهما من البلاد أول من عرف العيدان أو الالات الوترية ذات الرقبة التي لا تصدر أصواتها بالانتقال من وتر لآخر ، بل بالضغط على الوتر (العفق) أي تقصير الوتر عند مواضيع مختلفة. العود في بلاد فارس (550 ق.م – 330 ق.م( : ما هو ثابت تاريخياً ان الفرس قد احتلو مصر الفرعونية، وقد نقلوا من حضارتها الكثير من الفنون والعلوم، وكان العود والبزق أو الطنبور من الالات التي نقلوها الي بلادهم الي جانب الالات الموسيقية الاخرى كالناى والجنك (وهي آله الهارب الفرعونية ) وشاع استخدام آلة العود والطنبور وكان العود يسمى عندهم (بالبربط) وكان جسم العود عند الفرس أقرب الى الضيق والصغير وقد ازدهر العود في بلاد فارس واحتل مكانة عظيمة فيها نظراً لازدهار الموسيقا وتقدمها حضارياً على بلاد العرب في الفنون الموسيقية بعد ان تبوأت مكان الزعامة بعد المدنيات المصرية الفرعونية والآشورية. العود في الصين (637 ق. م ( : يشبه العود الصيني في شكله العام ومظهره وأسلوب صناعته ونوعيتة الأوتار المستعملة فيه وكيفية ربطها ، والأعواد البسيطة التى عرفتها الحضارات القديمة الأخرى، ولكن الفرق يكمن في الضبط على السلم الخماسى بطبيعة الحال. لعود في اليابان (570 ق. م ): لا يخرج العود الياباني عن الأعواد المعتادة التي عرفتها الحضارات الأخرى كلها ، وبنفس الشكل والتصميم الذي يقوم على صندوق مصوت صغير ، وله رقبة عليها الأوتار المربوطة على وجه الصندوق حتى المفاتيح التى تقع على طرق الرقبة لكى تسوى بها الاوتار ، والعود الياباني له ثلاثة الي اربعة مفاتيح يمكن استخراج السلم الخماسي في حدود أو كتافين. العود في الهند (3200 ق. م ): ظهر في الهند أشكال من العود ذى الرقبة العريضة، والذي كان ينتمى الي عائلة (الطنبور السيتار ) التي كانت معروفة في جنوب غرب اسيا، ويتميز جسم هذا العود بشكله الكمثرى الصغير ، ووجهه الخشبى الرنان، كما يتميز برقبته الطويلة المستقيمة الضخمة، وعليها لوحة مسطحة عليها الدساتين المعدنية للعفق عليها بالأصابع (وهذه مثل دساتين الجيتار )، وعليها أوتار معدنية ويعزف عليه بواسطة ريشة من السلك الدقيقة وتمسك بابهام وسبابة اليد اليمنى،ويسمى هذا العود (بالسيتار ) وتعنى بالفارسية (ثلاثي الأوتار ) وان كانت هذه التسمية توحى بأن للآلة ثلاثة أوتار فقط بيما هذه الآلة في الهند كان يترواح عدد أوتارها بين الاربعة وسبعة أوتار. لعود في اليونان (القرن الخامس ق. م): اتفق بعض الكتاب من العرب والفرس ممن كتبوا عن الموسيقا وتحدثوا عن العود (كما سبق ذكره ) أن العود جاءهم من اليونان، وأن "فيثاغوروث" هو الذي اخترعة بعد أن اكتشف توافق الأصوات الموسيقية، والبعض الآخر يعزو هذا الاختراع الى "افلاطون" ويزعمون في العزف على العود، وكان يسمى العود في اليونان (باربتوس). ومن خلال هذا العرض التاريخي الموجز لآلة العود في الحضارات القديمة نجد أن تلك الحضارات كانت متماثلة في طرق تفكيرها، وكذلك كانت متماثلة في أساليب استخادامها للموسيقا (ألحانها وآلاتها ) خاصة آلة العود، مشتركة في أساس واحد من القواعد والنظريات، وفي استخادمها في المناسبات الدينية والدنيوية. ثانياً: العود في الحضاره العربية: كانت آلة العود الآلة الرئيسية في الحضاره العربية، واحتل عازفوها مكانة مرموقة ومنزلة لدى حكامها العود في العصر الجاهلي (قبل ظهور الاسلام – 622 م): لقد ازدهرت الموسيقا في بلاد فارس قبل بلاد العرب وعلا شأنها حتى تبوأت في الشرق مكانة الزعامة بعد مصر الفرعونية والمدنية الآشورية القديمة، وكذلك كان الحال في بلاد اليونان سمت فيها الموسيقا بعد أن انتقلت اليها من المالك الشرقية، وعنى بها عماؤها فدونوا أصولها وقواعدها، وقد تأثر العرب بتيار المدنيات تأثراً عظيماً، وحفل تاريخ الجاهلية بأخبار " القيان " يستقدمن من بلاد العجم والروم ومصر بآلاتهن الموسيقية فلا يخلو منهم بيت من بيوت الاشراف، روى " أبو الفرج الاصفهاني " في كتاب (الأغاني) عن حسان بن ثابت يصف ليالى الجاهلية: " لقد رأيت عشر قيان خمس روميات يغنين بالرومية بالبرابط (والبرابط جمع بربط وتعنى عود بالفارسية) ، وخمس يغنين عناء الحيرة". ولقد دخل العود في هذا العصر على يد " سليمان الفارسى " وشاع صيته واستعمله معبد، وابن سريج/ وسعيد بن مسجح، وابن جامع، وحبابة، وسلامة ، وغيرهم من المغنين والمغنيات. وأطلق العرب على آلة العود أسماء مختلفة منها : (ذو الزير)، (ذو العتب ) و (المستجيب) ، (المعزاف) الذى كان له وجه من الرق ، (المزهر أو الموتر) و (البربط). العود في عهد الخلفاء الراشدين (11ﻫ/632م ) – ( 40ﻫ/661م ): يذكر التاريخ أن أول ضارب بالعود (المهذب ) في صدر الاسلام هو " ابن سريج " في مكة شاع استعماله عند جميع الموسيقيين العرب الذين جاءوا بعده. ثم "سيرين" التي كانت تتمتع بصوت شجى ، والتي نقلت العود المصري ذا الرقبة الطويلة الي الجزيره العربية، ثم قام " ابن حارث" (توفى عام 624م ) بتعريف اهل مكة بآلة العود والغناء بطريقة صحيحة فنية، وسما قدر الموسيقا وشاع استعمال آلة العود حتى عزفت مائة قينة معاً. لعود في العصر الأموي (41ﻫ/661م - 132ﻫ/750م ): لم تكد تبدأ خلافة بنى أمية حتى نجد الخليفة " عبد الملك بن مروان " (65ﻫــ/685م - 86ﻫــ/705م ) وكان هو نفسه موسيقياً وملحناً عازفاً بأنواع الغناء، يشجع الموسيقا وأهلها، كما أقام "سليمان بن عبد الملك" (96ﻫــ/715م - 99ﻫــ/717م ) المسابقات بين المغنيين وأجزل لهم العطاء. وحظى الموسيقيون بالتقدير في عهد "يزيد بن عبد الملك" (101ﻫــ/720م - 105ﻫــ/724م ). وكان "سائب خاثر " هو أول من عمل العود وغنى به في العصر الأموي حيث رأى " نشيط الفارسى" يستعمل العود في غنائه فاستعمله هو أيضاً في أغانيه وكان أول من غنى في المدينه بالعربية مستعملاً العود ، وجاء في أخبار " ابن سريج " أنة قد غنى في العصر الأموي أيضاًَ وكان يضرب بالعود وكان عوده على صنعة عيدان الفرس ، وقال ان الخليفة " الوليد بن يزيد " (125ﻫــ/743م - 126ﻫــ/744م ) وكان يضرب العود ويوقع بالطبل والدف وكان عالماً بصناعة الألحان وله فيها أصوات مشهورة. ومن أهم ما استحدث في ذلك العصر هو تسوية أوتار العود حيث اتبع العرب التسوية الفارسية فصار الوتر الغليظ من أعلىوالحاد من أسفل (مازالت هذه التسوية تستعمل الى الآن ) وكان " سعيد بن مسجح " أول من أخذ بهذه الطريقة، كذلك اطرد ظهور أثر الموسيقا الفارسية في موسيقا العرب حتى دخل في اللغة العربية كثير من الألفاظ والمصطلحات الفارسية مما ينهض دليلاً على عظم الأثر ، ومن ذلك أن أطلق علماء العرب في مصنفاتهم الموسيقة على العود اسم (البربط ) ومعناه صدر البط، (والدستان ) ومعناه موضع عفق الاصبع على الوتر بل سمى وتران من الأوتار الأربعة المركبة على العود بأسماء فارسية فأطلق على السفل منها (الزير) وعلى (البم) في حين احتفظ للوترين المتوسطين باسميهما العربيين القديمين (المثنى ) و (المثلث ) .. الى غير ذلك من الأمثلة. لعود في العصر العباسي (132ﻫــ/750م - 656ﻫــ/1258م (: لواثق" موسيقياً، وروى أنه كان أخذق من عنى وضرب على العود ، وكان كثير التقدير للموسيقا وأهلها. تميز هذا العصر بظهور العيدي من الشخصيات التي تركت بصمات واضحة على آلة العو نذكر منهم على سبيل امثال: براهيم الوصلى : الذي كان ذا منزلة عظيمة لدى هارون الرشيد حيث كان من كبار موسيقى هذا العصر ، وتحكى هذه الرايو عن عبقرية " ابراهيم الموصلى " أنه هو و " ابن جامع" بلغا من المقدرة وسعة الادراك وحدة الذهن ما تعد رواياته من الاعجاز. ومما يرد في ذلك أن " ابن جامع " زار يوماً " ابراهيم الموصلى " فأخرج اليه ثلاثين جارية قعدن جميعاً بطريقة واحدة وغنين، فقال " ابن جامع " : في الأوتار وتر غير مستو، فأشار " ابراهيم " لجارية من بين الجوارى وقال لها : شدى مثناك (والمثنى أحد أوتار العود ) فشدته الجارية فاستوى فعجب من حضر لفطنة " ابن جامع " غير مستو في مائة وعشرين وتراً، وازداد عجبهم من فطنة " ابراهيم الموصلى " للوتر بعينه. منصور زلزل : الذي كان أشهر من ضرب بالعود في الدولة العباسية، وحبسه أن يكون أستاذ " اسحاق الموصلى " الذي كان يتردد عليه يومياً حتى مهر مثله في العزف على العود. اقترن اسم " زلزل " بأسماء بعض نغمات الموسيقا العربية فكأنما اصبح اسمه بحناً وعلماً، حيث انه هو الذي استحدث صوتاً يسمى (وسطى زلزل) سمى فيما بعد (نغمة السيكاه ) وهذه النغمة هي التي تميز مقاماتنا موموسيقانا العربية عن المقامات والموسيقا الغربية حيث انها لا توجد ضمن نغمات ومقامات الموسيقا الغربية. كذلك استحدث " زلزل" عيداناً تسمى (الشبابيط ) جمع شبوط وهو نوع من العيدان شكله يشبه جسم السمكة. سحاق الموصلي : الذي كان أقدر عازفى العود واكثرهم حظوة عند خلفاء الدولة العباسية وهو تلميذ " زلزل " وقد نعاه الخليفة " المتوكل " يوم وفاته بقولة : ذهب صدر عظيم من جمال الملك وبهائه وزينته. كان للعود دور أساسي في التدوين الموسيقى فقد بنى الفلاسفة العرب أمثال " الكندى " و " الفارابى " و " ابن سينا " نظرياتهم الموسيقة مستعينين بآلة العود كأساس لها، كما استعان " صفى الدين الأرموى " بالعود في طريقة التدوين الجدولى (المعروف أيضاً أن " الأرموى " ابتكر عوداً أسماه المغنى). في دولة بنى أمية بالأندلس (138ﻫـ/756م - 422ﻫــ/1031م( نبثق فجر المدينة في بلاد الأندلس عندما فتحها بنو أمية وسكر العرب لها على صفحات التاريخ آيات مجد ظلت مضرب الأمثال ، وتوجت رأس العلوم والفنون بأفخر تيجان الرقى وظلت عندئذ تفيض بنورها على أروبا التى لم تكن بعد قد أفاقت من سباتها العميق ، فكانت قرطبة حاضره الأندلس وموطناً لأساطين العلماء، كما كانت اشبيلية أعظم مركز للموسيقا والشعر وصناعة الآلات الموسيقية. لقد نقل العرب الى الأندلس كل ما سبق لهم معرفته من الآلات الموسيقية ثم افتنوا وزادوا عليها، فأصبح لديهم منها عدد جم. وبالنسبة لآلة العود ، فقد استعملت الأندلس العود ذا الأوتار الأربعة ، والعود الكامل ذا الأوتار الخمسة، والشهرود وهو نوع من أنواع العيدان، ولقد كان قصر " محمد الثاني " يصدح بمائة عود ، كما كان " المعتمد " مغنياً وعواداً ، و " ابن عبيد الله " يضرب على العود ايضاً، وكان " زرياب " نجم أعلام الموسيقا في دولة الأندلس والتي ظلت زهرة أوروبا اليانعة طوال خمسة قرون تنشر عليها اريجها من كل علم وفن. زرياب: هو " ابن الحسن على بن نافع المهدى العباسى " ولد حوالى عام ( 160ﻫــ/777م ) وتوفى عام (238ﻫــ/852م ) تقريباً، فكما أن تاريخ الميلاد كان مجهولاً ، كذلك كان تاريخ الوفاة تقريبا وهو يعد رمز حضارتى المشرق والمغرب ، وحامل لواء الغناء العربي لدولة بنى العباس وبنى أمية في قرطبة. نشأ تلميذاً " لابراهيم الموصلى " ثم لابنه " اسحاق " من بعده فحفظ عنهما أساليب الغناء وأسرار التلحين والعزف وأصبح صنو أستاذه " اسحاق " ، عالماً فقيهاً ، وشاعراً مجيداً ، وأدبياً أريباً ، ونديماً جم الظرف ، حلو الشمائل ، وجليساً لطيف المعاشرة ، رقيق الحاشية ، وراوية يروى أخبار القدامى والمحدثين. قدمه " اسحاق الموصلى " للرشيد الذي اعجب ببراعته في التلحين والغناء والعزف على العود ، ودب الحسد في صدر " اسحاق " فخيره بين ترك البلاد وبين اغتياله فآثر الهجرة ورحل عن بغداد الي قرطبة ببلاد الأندلسية فكان بلبلاً سطع نجمه وسما في سماء البلاد الأندلسية حتى اصبح فيها رئيس المغنين ، وشيخ العوادين، وامام المخترعين في صناعة آلة العود. لقد زاد " زرياب " بالأندلس الوتر الخامس في العود اخراعاً منه، وكانت من قبل أربعة أوتار (هناك رأى آخر ضمن أوتار العود ولم يستخدم من قبل ) كذلك اخترع مضراب العود (الريشة ) من قوادم النسر وكانت لاتزال حتى وقته من الخشب. ثالثاً : العود في مصر والعالم العربي ( في القرنين التاسع عشر والعشرين ) لعود في مصر في أول القرن التاسع عشر : كان القرن التاسع عشر نهاية عهد وبداية عهد، فقد آن لشعوب الشرق عامة ، ولشعب مصر خاصة أن يستيقظ وأن يستعيد نصيبه من التنظيم والحضارة والعمران. لم يكن لموسيقا الآلات نصيب كبير في تلك النهضة ، وكانت أهم الآلات المستعملة (القانون ، الكمال ، والعود ) ، وهي الآلات التي يتكون منها التخت العربي التي كانت تعمل آنذاك بشارع محمد على ، والتي كانت تضم عدداً من العازفين الممتازين ، لا يقل عددها عن ثمانية يعزفون على الكمان والعود والناى والقانون والايقاع، ومهمة هذه الفرقة ليس مجرد الطرب والتسلية ، ولكن دورها الرئيسى العزف الفنى المتقن الأداء. ويجب الاشارة الى " محمد ذاكر " (1836 – 1906 م ) ، الذي ألف المرجع الموسيقى (تحفة الموعود بتعليم العود ) سنة 1903 م ، والذي كان له السبق في الاشارة الي أنه يمكن تركيب الوتر السادس والسابع بالعود. وببزوغ فجر القرن التاسع عشر أخذ الفن القومى ينهض من غفوته وقد ظهر في ذلك الوقت ملحنون ومغنون بارزون في صناعة الغناء ، نذكر منهم : 1- أبو خليل القباني : كبير الملحنين في ذلك العصر ، وكان يستخدم العود في ابداع معظم أعماله وهى في مراحلها الأولى.
2- المغنية ذات الصوت الرخيم سكينة " ألمظ " : وكان العود أحد أهم آلات تختها.
3- ظهور عازفين ماهرين على آلات التخت العربي منهم : مصطفى العقاد ، أحمد الليثى ، و محمد الشربيني على العود.
4- بادية عصر التفنن في غناء الدور ، نذكر منهم : محمد عبد الرحيم المسلوب ، ومحمد المقدم.
5- تربع على عرش الغناء موهوبون في هذا الفن ، وبخاصة عبده الحامولى الذي اصبح نجماً جديداً في آفاق الغناء العربي ، وقد أضاف الي الموسيقا العربية ثروة فنية من الألحان التركية.
6- كان محمد عثمان معاصراً لعبده الحامولى واليه يرجع الفضل الأكبر في تدعيم الدور المصري والتجديد فيه حسب التقاليد الفنية التى كانت متداولة في عصره ، وكان عبده الحامولى ومحمد عثمان يتباريان معاً في الابداع والابتكار الموسيقى.
7- في نهاية القرن التاسع عشر، تألق في سماء الفن عملوا على تطور الغناء العربي نذكر مهم : ابراهيم القباني ، ومحمد كامل الخلعى.
8- كان طابع الغناء في تلك الآونة يسيطر سيطرة كاملة على الآلات الموسيقية التى لم تكن سوى اطار يتجمل به الغناء، اما العازفون والمرددون فكانو أتباعاً خاضعين لرئيسهم المغنى، وكان للعود دور هام في مصاحبة الغناء.
بدأت في مصر نهضة قومية في مجال الغناء المسرحى، كان عمادها الشيخ " سلامة حجازى " (1852 – 1917 م ) ، وجاءت الحرب العالمية الاولى وأحاطت نكباتها وأزماتها بحياة الناس، فلم يكن بد من خلق ألوان يكون فيها تعزية وشيء من الترفيه والتسلية . فبدأ المسرح الفكاهى، وظهرت فرق " عزيز عيد " و " نجيب الريحانى " و " على الكسار " وغيرهم . وبنى " طلعت حرب " مسرح حديقة الأزبكية ، وعملت فيه فرقة " أولاد عكاشة " تلاميذ " سلامة حجازي " ، وثم فرقة " جورج أبيض "
تلا ذلك ظهور ثلاثة من جبابرة الموسيقا وعباقرة الملحنين الذين عاصروا هذه الفتره وهم : "داود حسنى " (1871 – 1937 م ) ، " محمد كامل الخلعى " (1870 – 1938 م ) ، " سيد درويش " (1892 – 1923 م ) ، وكان " داود حسنى " عواداً ماهراً، وكذلك " كامل الخلعى "، والشيخ " سيد درويش " ، الذي كان العود لايفارقة أبداً. لعود في مصر والعالم العربي في القرن العشرين: منذ بداية القرن العشرين أخذت آلة العود في مصر تتقدم نحو الرقى وخاصة بعد انشاء معهد الموسيى العربية نسة 1923 م ليثرى الحياة الفنية في مصر والعالم العربي بفنانين دارسين للآلات الموسيقية وكان فه الفضل الكبير على جيل العشرينات ، وكان من أساتذة العود بالمعهد " رياض السنباطى " و " محمد القصبجى " . ومن مشاهير ورواد العود في هذه الفتره أو ما يطلق عليهم رواد المدرسة القديمة (التقليدية ) في العزف على آلة العود : " أمين المهدى " و " صفر على " و " محمد عبد الوهاب : و " عبد الفتاح صبرى " و " جمعه محمد على " و " وعبد المعم عرفة " ، علاوة على " ياض السبناطى " و " محمد القصبجة " ، وقد تميز اسلوب هذه المدرسة بالشجو والتطريب وما تتسم به من عبير الماضي وكذلك الهدوء والتأنى الذي كان ترجمة حقيقة لروح العصر .... الخ. وفي العصر الحاضر انتقلت آلة العود وبفضل روادها في المدرسة الحديثة من قالب التطريب البحت الي قالب الوصفية والتعبيرية وتطبيق التقنيات الغربية (العالمية ) مما أعطى لأسلوب العزف والتأليف لآلة العود شكلاً جديداً عما كانت عليه من قبل ، ومن رواد هذه المدرسة وأبرز العازفين فيها : " جورج ميشيل " ، " فريد الأطرش " ، " محمود كامل " ، " عمار الشريعى " ، " أنغام محمد لبيب " ، " حسين صابر لبيب " من مصر ، و " منير جميل بشير " ، و " نصير شمة " من العرق ، و " عز الدين منتصر " من المغرب ، و " عبادى الجوهر " ، و" عبد الرب ادريس " من السعودية، و " شربل روحانا" ، ومرسيل خليفة " من لبنان ، و" أحمد فتحى " من اليمن ، و " خالد الشيخ " و " أحمد الجميرى " من البحرين ، و" عمر كدرس " من الكويت .... الخ. ومر العود بمراحل كثيره من التغير في لاشكل والحجم حتى استقر على الشكل المتعارف عليه الآن وهو العود ذو الخمسة أوتار أو الستة أوتار، ورغم ذلك فقد تعددت أحجام العود المستخدم في مصر والعالم العربي، فهناك ثلاثة أحجام أساسية لآلة العود مناسبة لكل عازف من حيث الحجم هي العود الكبير 4/4 ، والعود الكتوسط 3/4 ، والعود الصغير 2/4 ، وعرف من أشكال العود نوع على شكل كمثرى ، وآخر على شكل البصلة ، وغيره بشكل مدور أو أكثر استطالة ... الخ ، وكذلك حدث تطوير في صناعة العود حيث عرفت عدة استحداثات وتعديلات في مصر بدأها بشكل واضح " محمد القصبجي " حيث قام بتصميم مقاييس جديدة وأحجام مختلفة من آلة العود حتى يمكنه عزف مختلف الأوضاع بسهولة ، ولتصدر صوتاً أكثر ضخامة وقوة مستخدماً في ذلك قواعد حسابية ونظريات هندسية معينة في تحديد طول الوتر من الأنف الي الفرس ، ورأى في ذلك أن الوتر اذا زاد طوله عن 60 سم ضاع صوته هباء. كذلك نجح " جورج ميشيل " في تكوين شخصيته الفنية ، فكان له لونه الخاص وأسلوبه المتميز في العزف على آلة العود، كما طور في اسلوب أدائه فكان يعزف الأربيجات والتآلفات ، وأعطى صوت البزق والجيتار على العود بعد اضافته للوتر السادس للعود (جواب الجهاركاه ). وفعل " منير وجميل بشير " نفس الشء في العراق فكان لهما شخصيتهما المتميزة التى اشتهرا بها وتميزا بها خاصة " منير بشير " . وقد قام " وديع السيد " وهو مصرى الجنسية خريج كلية التربية الموسيقية بمصر بتجربة في لندن وهي محاولة جديدة لتطوير آلة العود بهدف اعطاء أفضل رنين للعود من خلال مقاييس معينة ومن أخشاب خاصة كما عدل " جمعه محمد على " من مكان الفرس (وهى قطعة خشبية مستطيلة أو على شكل شبه منحرف تلصق رأسياً على وجه العود بين الشمسية الكبرى وقاعدة العود ، وتسمى رافعة الأوتار أو المشط ) في العود فجعاها متحركة بحيث يتمكن العازف من التحكم في أطوال الأوتار وبذلك يمكنه العزف على الطبقة التى تريح المغنى ولا يضطر الي تغيير تسوية أوتار العود. وابتكر أحد الصناع عوداً ذا ستة أوتار في مجاميع ثلاثية (مجموع أوتاره ثمانية عشر وتراً ) وله ثمانية عشر مفتاحاً ومركبة في بنجق خاص على دورين ، ويركب على وجه العود فرستان ن فرسة عادية مثبتة في نكانها المعتاد، واخرى تركب في مؤخرة العود عند الكعب وتشبه فرسة الجيتار والماندولين ، وابتكر أحد الباحثين " د. عبد المنعم خليل " المدرس بالمعهد العالى للموسيقى العربية بالقاهرة عوداً له قصعة صغيرة ورقبة مثل رقبة آلة الجيتار ، وابتكر أحد الصناع أيضاً أنواع أوتار جديدة للعود، كذلك ابتدع الصناع وجهاً للعود من خشب (الجوز ) المخصص لصناعة الصندوق المصوت وخشب ظهر آلة البيانو ويسمى ( وجه بيانو ) لتحسين صوت العود، كذلك ابتكر الصناع عوداً ذا رقبة عريضة تفاوتت أوتاره ما بين ستة وثمانية أوتار ، ومع أن ذلك يعد تطويراً ، لكنة في نفس الوقت يعد مشكلة بالنسبة للعفق على الأوتار لعرض رقبة العود ، ويتطلب طريقة معينة للعفق وتدريبات خاصة بها … الخ. هذا بالنسبة للصناعة ، أما بالنسبة للتأليف فقد ظهرت عدة كتب علمية تهتم بتدريب العود وشرح اسلوب العزف علية بطريقة حديثة متطورة ، كذلك تم كتابة عدد من القوالب العالمية للعود مع الأوركسترا مثل كونشيرتو العود والأوركسترا " ليوسف شوقى " ، " عبد الحليم نويرة " ، " عطية شراره " ، والعمل الذي كتبه " فؤاد الظاهرى " ، وكذلك (فانتازيا ) للعود مع الأوركسترا بعنوان (ليالى جرش ) تأليف " سيد عوض " ، كذلك اعادة صياغة عدد من القوالب الآلية في الموسيقا العربية كالسماعيات وكتابة مصاحبة لها على آلة البيانو بحيث أصبح من الممكن عزف السماعى بآلتى العود والبيانو ، وكذلك تأليف مقطوعات من صوتين لآلتى عود ، أو عود وشيللو أو عود وجيتار … الخ. يلاحظ في القتره الأخيرة النهوض بآلة العود من خلال الاهتمام بتقديم المؤلفات الخاصة بها لكبار المؤلفين وتقديم العزف المنفرد (التقاسيم ) لكبار العازفين ، وقد كان لفرقة الموسيقا العربية بقيادة " عبد الحليم نويره " ، وفرقة " أم كلثوم " للموسيقا العربية بقيادة " حسين جنيد " ، والفرقة القومية للموسيقا العربية بقيادة " سليم سحاب " ، وغيرها من الفرق التى تقدم التراث في مصر والعالم العربي ، والفضل في النهوض بآلة العود ، وأصبح العود يقوم بدور اساسى في عزف معظم القوالب الغنائية كالدور والموشح والقصية والأغنية … الخ ، وكذلك جميع القوالب الآلية كالسماعى واللونجا والتحميلة … الخ ، ويلاحظ استخدام آلة العود كثيرا في التترات التلفزيونية والاذاعية والموسيقاالتصويرية للأفلام السينمائية وخلافها. كما يلاحظ كذلك اعتماد معظم الملحنين على آلة العود في تأليف موسيقاهم وتلحين أغانيهم وتحفيظها للمغنين. هناك الكثير من الدارسين الأكاديميين بالمعاهد والكليات الموسيقية اهتموا من خلال أبحاثهم وتجاربهم العملية بالنهوض برفع مستوى الآلة بالنسبة لصناعتها والتأليف لها وأسلوب العزف عليها حتى تلحق الآلة بأقراتها في الغرب ، وما زالت الأبحاث والدراسات والتجارب تجرى للوصول الي المستوى المطلوب.[b] | |
|